أنـشـطة الـمجلـس نـــدوات

ندوة في موضوع: الإمام القاضي عياض من خلال تراثه

بسم الله الرحمن الرحيم
التقرير المفصل عن ندوة القاضي عياض من خلال تراثه
من إعداد: ذ/ عبد العماد الفلالي
بتاريخ: يوم الثلاثاء 07 شعبان 1444هـ الموافق 28 فبراير 2023 م وبمناسبة مرور تسعمائة سنة على وفاته، نظم المجلس العلمي المحلي لإقليم مولاي يعقوب ندوة علمية في موضوع:
(الإمام القاضي عياض من خلال تراثه).
شارك في هذه الندوة مجموعة من الأساتذة الجامعيين والأكاديميين والأئمة المرشدين، واشتمل برنامج الندوة على ثلاث جلسات متتالية:
الجلسة الافتتاحية: وقد انطلقت أشغالها على الساعة التاسعة صباحا بمقر المجلس العلمي وبعد استقبال المشاركين، استهلت الجلسة بآيات بينات من الذكر الحكيم تلتها محاضرة تقديمية في موضوع : “جهود القاضي عياض في الحفاظ على الوحدة المذهبية” وهي من إلقاء السيد رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم مولاي يعقوب الدكتور حسن عزوزي وبعد الكلمة الترحيبية بالحضور والمشاركين في هذه الندوة أعطى انطلاقة افتتاحها مذكرا بالموضوع الذي هو القاضي عياض من خلال تراثه وذلك بمرور سبعمائة سنة على وفاته ومؤكدا بالمناسبة على أنه كلما أتيحت فرصة للمجلس العلمي وحلت مناسبة وفاة أحد العلماء الأعلام المغاربة إلا واعتبرها فرصة للوقوف عند تلك الشخصية العلمية . وذكر بأهم الندوات السابقة التي نظمها المجلس العلمي في هذا الصدد كالإمام المازري وابن عاشر وأبي بكر بن العربي وغيرهم واسترسل في الحديث عن القاضي عياض بصفته فقيها ومحدثا ومتكلما وصوفيا، وعن موقعه الجغرافي في الغرب الإسلامي الى حين وفاته بالمغرب بمدينة مراكش ، كما تحدث عن كتبه التي كتب الله لها القبول عند أهل العلم ككتاب الشفا وترتيب المدارك ومشارق الانوار والغنية والإلماع وغيرها، وذكر بعضا من شيوخه كأبي علي الصدفي وأبي علي الجياني وغيرهما وختم محاضرته بتوصية موجهة لكل من طلبة الماستر بكلية الشريعة بفاس وطلبة العالمية العليا بجامع القرويين للتفكير في مشروع علمي يقدم حول القاضي عياض كالاهتمام بالجانب الصوفي أو السيرة أو الفقه المالكي ، تقديرا لمجهوداته العلمية والفكرية التي قدمها للأمة الإسلامية.
-الجلسة الأولى: ترأسها الأستاذ عبد الله غازيوي أستاذ بكلية الشريعة بفاس بعد التحية والترحيب بالحاضرين أعلن عن انطلاق الجلسة الأولى واشتملت على أربعة عروض:
§      العرض الأول للأستاذ: عبد الله القاسمي أستاذ بكلية الشريعة بفاس وعضو المجلس العلمي المحلي بالحاجب الذي عنون عرضه ب: القول السديد في الصلاة والسلام على النبي الحبيب من خلال كتاب الشفا للقاضي عياض. وكانت مداخلته في محورين أساسيين:
 المحور الاول التعريف بكتاب الشفا.
والمحور الثاني في الصلاة على النبي ﷺ. 
وبعد البسملة والصلاة على النبي ﷺ والتحية شرع في الحديث عن التعريف بكتاب الشفا للقاضي عياض وخص بالذكر الباب الرابع منه المتعلق بالصلاة على النبي ﷺ كما تحدث عن الفصول الأربعة في الصلاة على النبي ﷺ
الفصل الأول: حكم الصلاة والسلام على النبي ﷺ وأقوال العلماء فيها
الفصل الثاني: في كفية الصلاة على النبي ﷺ
الفصل الثالث: في فضل الصلاة على النبي ﷺ
الفصل الرابع والأخير: في ذم من لم يصل على النبي ﷺ
كما تحدث عن شخصية القاضي عياض من خلال التعريف به وبفضله ونشره للعلم الصحيح.
§      العرض الثاني للأستاذ عبد القادر بوعصيبة أستاذ بكلية الشريعة بفاس استهله بالحديث عن كتاب “بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد” للقاضي عياض والتوجيه التربوي الأسري. وقد قسم المداخلة إلى محورين أساسيين:
المحور الأول: أهمية كتاب بغية الرائد من حيث شهرته انطلاقا من حديث أم زرع معتبرا الكتاب من الكتب الرائدة التي تناولت هذا الحديث بالشرح والتحليل مما جعل مجموعة من العلماء يعتمدون عليه بعد القاضي عياض وهم كثر كالإمام النووي والقرطبي وغيرهما.
المحور الثاني: بعض الشذرات والاشارات التربوية من فكر الإمام القاضي عياض انطلاقا من حديث أم زرع السابق، من ذلك حسن عشرة الزوج لزوجته وأنه يجوز للرجل أن يكرم بعض نسائه بحضرة ضرائرهن والمساواة أولى وخلص الى صرد مجموعة من الخصال المحمودة في عشرة الزوج لزوجته كالتحلي بخصلة الاعتدال والتغافل وتجنب أسلوب السب والضرب والتفقد لأحوال الزوجة أو الزوجات، والاقتداء في ذلك بالنبي ﷺ مع زوجاته 
§      المداخلة الثالثة: للأستاذ الطيب بن المختار الوزاني – من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس. حول الحركة العلمية في المغرب والأندلس خلال القرنين الخامس والسادس الهجريين من خلال كتاب ” ترتيب المدارك للقاضي عياض” 
عنون كلمته بجهود العلماء المالكية في خدمة المذهب المالكي خلال القرنين الخامس والسادس الهجري. ثم تحدث في مداخلته عن ثلاثة محاور:
المحمول الأول: النبوغ عند القاضي عياض من خلال كتابه ترتيب المدارك
المحول الثاني: الحركة العلمية في الاندلس خلال القرنين الخامس والسادس الهجري
المحور الثالث: تحدث عن مكونات الحركة العلمية في المغرب والاندلس من خلال مؤسسات وشيوخ وعلماء، وتطرق لما ذكره القاضي عياض في مناقب العلماء وتأثيرهم في المجتمع من حيث التدريس والقضاء والشورى، وساق أمثلة عن بعض أدوار العلماء كأبي الوليد الباجي وابن العربي في السفارة بين المغرب والاندلس وما بذله العلماء المالكية من جهود في المناظرة والجدل مع النصارى واليهود المخالفين في الدين ومن تبادل العلم بين المشرق والمغرب وحتى في مجال التجارة.
§      المداخلة الرابعة: للأستاذ ادريس اجويلل أستاذ بكلية الحقوق بمكناس تحدث في عرضه عن حديث أم زرع والاستقرار الأسري: مقاربات ومقارنات. 
مهد الأستاذ ادريس اجويلل لموضوع عرضه بالحديث عن القاضي عياض وما عرف المغرب الا بسببه للقولة المشهورة: “لولا عياض ماعرف المغرب،” ثم أسهب في كلامه عن حديث أم زرع وما فيه من دلالات وحكم وعبر، من خلال شراحه من ذلك شرح القاضي عياض كما في كتابه “بغية الرائد” وغيره من الشراح. وتكلم عن الحديث من حيث سنده وأنه حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم والسيوطي وغيرهم واعتبره من الأحاديث العجيبة الغريبة مبينا وجه الغرابة فيه وهو أنه ﷺ كان يستمع الى عائشة رضي الله عنها وهي تحكي له قصة عن النسوة اللائي تعاهدن في الا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا، وما في القصة من طرائف وحكم وعبر ودلالات.
·      الجلسة الثانية: برئاسة الأستاذ محمد الوزاني – عضو المجلس العلمي المحلي لإقليم مولاي يعقوب، وهي حول منهج ومقروءات عند القاضي عياض من خلال كتبه، واشتملت هذه الجلسة على ثلاثة عروض، بعد التحية والترحيب بالحاضرين أعطى الكلمة للمتدخل الخامس.
§      المداخلة الخامسة الأستاذ: محمد المهدي رمح عضو المجلس العلمي المحلي لإقليم مولاي يعقوب، وأستاذ بكلية الشريعة بفاس. ليشارك بموضوع: “منهاج القاضي عياض في كتابه ” التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة” 
مهد الأستاذ المتدخل لموضوعه بالحديث عن منهج القاضي عياض من خلال كتابه التنبيهات المستنبطة ثم تحدث عن المؤلف من حيث علمه، ومن كونه عالما متمكنا وفقيها ومحدثا، وذكر بعض أسباب تأليفه للكتاب الذي جاء جوابا عن أسئلة سئل عنها فنتج عنها كتاب التنبيهات. وعن مكانة أقواله في المذهب المالكي. وعن طريقته في التصنيف والكتابة. وعن مصادر الكتاب ومعالجته للخلاف وبيان سببه مع التعرض لبعض الإشكالات.
§      المتدخل السادس الأستاذ رشيد البكاري – عضو المجلس العلمي المحلي لإقليم مولاي يعقوب، وأستاذ بكلية الشريعة بفاس في موضوع: مقروءات ومرويات القاضي عياض من خلال كتابه “الغنية” 
مهد الأستاذ المحاضر للحديث عن القاضي عياض فبدأ بالتعريف بمناقبه والحديث عن شخصيته من حيث ذكاؤه ونباهته وسعة اطلاعه وصفاء ذهنه ثم شيوخه متتبعا في ذلك أشهر الشيوخ الذين أخذ عنهم العلم كما استعرض بعض مؤلفاته التي كان لها الأثر البالغ في تكوين شخصيته وتكوين رصيده العلمي.
§      المتدخل السابع الأستاذ: عبد اللطيف الموساوي إمام مرشد تابع للمجلس العلمي المحلي لإقليم مولاي يعقوب.
الموضوع: قراءة في كتاب ” مذاهب الحكام في نوازل الأحكام” للقاضي عياض بعد التقديم وتحديد موضعه في مبحثين أساسيين وأربعة فروع.
المبحث الأول: تحدث فيه عن الجانب الشكلي في الكتاب، وتضمن فرعين:
الفرع الأول: التعريف بالمؤلف ومكانته.
الفرع الثاني: التعريف بالكتاب وأهميته.
المبحث الثاني: قراءة في مضون الكتاب واشتمل أيضا على فرعين:
الفرع الأول: منهج القاضي عياض وولده في عرض النوازل
الفرع الثاني: نماذج مختارة من نوازل الكتاب، ثم الخاتمة.
ونظرا لأهمية المناقشة تولى السيد رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم مولاي يعقوب مهمة تسييرها، فعمل على أن تكون الاستفسارات هادفة ومركزة وعامة، شارك فيها جل الحاضرين ذكورا وإناثا وخاصة طلاب الماستر والعالمية العليا، ثم فتح المجال للسادة المحاضرين للإجابة والبيان والتوضيح، وبذلك ختمت الجلسات، وبعدها رفعت أكف الضراعة بالدعاء الصالح لأمير المومنيين حفظه الله، ولعامة المسلمين.
                                 
 
                                              والحمد لله رب العالمين.